اسطنبول عاصمة الثقافة الأوروبية 2010 بكر صدقي ** أصغي إلى اسطنبول مغمض العينين تهبّ أولاً نسمة خفيفة تهتز مهلاً أوراق الأشجار . في البعيد، في الأقاصي، أجراس السقّائين لا تتوقف عن الرنين . أصغي إلى اسطنبول مغمض العينين . ** اسطنبول التي يصغي إليها شاعر التجديد أورهان ولي مغمض العينين، أعلنتها منظمة اليونسكو عاصمةً للثقافة الأوروبية للعام 2010، مع مدينتي آخن الألمانية وبيش المجرية. غير أن اسطنبول تفوقت سلفاً على زميلتيها قبل بدء فعاليات العام الثقافي بسبب إرثها التاريخي وموقعها المميز، فضلاً عن أنها أول مدينة من خارج الاتحاد الأوروبي تحصل على هذا الشرف. فهل ستكون عاصمة سلاطين آل عثمان ومسقط رأس أورهان باموك قادرة على تحمل عبئ المسؤولية؟ هذا ما ستجيب عنه الفعاليات الثقافية المبرمجة على مدى السنة الحالية. تم إطلاق الفعاليات رسمياً بالافتتاح الباهر الذي أقيم مساء السادس عشر من شهر كانون الثاني الجاري وحضره فنانون ومثقفون وأركان الدولة، فوقف مغني البوب الشهير تاركان إلى جانب رئيس الجمهورية عبد الله غل ورئيس الحكومة رجب طيب أردوغان على المنصة المقامة في ساحة تقسيم التاريخية. وتضمن حف...
الاستفتاء الشعبي في تركيا بداية النهاية في نظام الوصاية البيروقراطية بكر صدقي صدرت الصحف التركية في صباح 13 أيلول 2010، بمانشيتات اجتهد واضعوها في تكثيف معنى نتيجة الاستفتاء الشعبي الذي جرى في اليوم السابق. وكان أبرز تلك المانشيتات ذلك الذي تصادف أنه تصدَّرَ صحيفتي الطرف وستار اليوميتين: "الشعب يستولي على السلطة!". قد يصف البعض هذه العبارة بالمبالغة الصحفية، وهي لن تعجب بالتأكيد حزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومية المعارضين اللذين قادا حملة كبيرة لرفض حزمة التعديلات الدستورية، ومثلهما الجيش والقضاء الأعلى اللذين تضرر موقعهما الممتاز في النظام السياسي بنتيجة تلك التعديلات. أكثر من ذلك: قد لا يفهم "الشعب" التركي نفسه كيف "استولى" على السلطة، وما الذي تغيّر بالضبط في حياته. لكن كل هذه الاعتبارات لن تحجب حقيقة أن نتيجة الاستفتاء قد فتحت صفحة جديدة غير مسبوقة في التاريخ السياسي لتركيا، عنوانها الأهم نهاية نظام الوصاية البيروقراطية القائم في تركيا منذ قيام الجمهورية في العام 1923. أضف أن العبارة المذكورة تنطوي على تكثيف مجازي لطريقة تداول السلطة في تاريخ ترك...